سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا / الفصل الأوّل – لقاء

سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا

الفصل الأوّل

لقاء

في أحد الأيّام، فيما كان ذاهباً إلى كنيسة الطاهرة (Chiesa dell’Immacolata) للمشاركة في ليتورجيّة الصباح، التقى الشمّاس الإنجيلي أنّيبالي ماريّا دي فرانجا (Annibale Maria Di Francia) بمتسوّل شاب أعمى، أو متظاهر بأنّه أعمى.

ـ تصدّقوا على فقير أعمى! تضرّع المتسوّل شاعراً بوصوله.

فتّش أنّيبالي في جيوبه وأخرج منها قطعة عملة معدنية.

ـ ما اسمك؟ سأله.

ـ فرانجيسكو… فرانجيسكو دزانكوني(Francesco Zancone).

ـ خذ، يا فرانجيسكو، وصلّي من أجلي. قال أنّيبالي واضعاً القطعة النقدية في كفّ يده.

ضحك المتسوّل: ـ ومن يعرف الصلوات؟

إندهش أنّيبالي: ـ ألم يعلّمك أحد أن تصلّي أبداً؟ سأل.

ـ لا… مَن تريد أن يعرف هذه الأشياء هناك في الأسفل.

ـ هناك في الأسفل، أين؟

ـ حيث أسكن أنا، في مينيوني (Mignuni)… في بيوت أفينيوني (Case Avignone).

ـ وأين توجد بيوت أفينيوني هذه؟

ـ باتّجاه دزاييرا… هل تعرف أين يقع وادي دزاييرا (Torrente Zaèra)؟

ـ أعرف. إذا أردتَ سآتي للقائك وسأعلّمك أنا أن تصلّي.

هزّ فرانجيسكو دزانكوني كتفيه بلا مبالاة.

ـ لا بأس إفعله… تعالَ عندما تريد.

وذهب ململماً ملابسه البالية.

اللقاء مع المتسوّل كان الشرارة التي أشعلت في قلب أنّيبالي حريقين مضطرمين بشدّة نقلهما فيما بعد إلى تلاميذه: الأوّل، إهتمام إستثنائي بالشخص البشري من خلال رسالة حبّ سامية موجَّهة نحو المتروكين، نحو الأكثر بؤساً بين البؤساء، نحو المتألّمين؛ الثاني كان الـ “روكاتي” (Rogate)، الصلاة الموجَّهة للحصول من الربّ على عدد متزايد من الدعوات المقدّسة.

* * *

ولد أنّيبالي في مسّينا (Messina) في 5 تمّوز 1851. هو الثالث من بين أربعة أبناء للفارس فرانجيسكو (Francesco)، ماركيز القدّيسة كاترينة، قبطان فخري في البحرية، مُنَصَّب كنائب قنصل حبري من قِبَل البابا بيّوس التاسع (Pio IX). أمّه، أنّا توسكانو (Anna Toscano)، تنتمي هي أيضاً إلى أسرة نبيلة من مدينة نابولي (Napoli).

عندما كان لأنّيبالي الطفل خمسة عشر شهراً فقط، مات والده وبدأت صعوبات مالية جدّية لأسرة دي فرانجا.

بعمر سبع سنوات قُبِلَ أنّيبالي في مدرسة القدّيس نيكولو (San Nicolò) الداخلية التابعة للرهبان الجيسترجينسي (Monaci Cistercensi): مدرسة داخلية خاصّة تقبل فقط أبناء أفضل العوائل في مسّينا.

في أحد الأيّام، بينما كان أطفال المدرسة الداخلية في صالة الطعام وهم ينهون غداءهم، أُدخِل متسوّل مسنّ وأُجلِس في إحدى زوايا الصالة لتناول صحن من الحساء. حالما لمحه الأطفال بدأوا بالإستهزاء به، ثمّ انتقلوا من الكلمات إلى الأفعال وأخذوا يقذفون المسكين بكريات من لبّ الخبز وبنوى التفّاح.

ترك المتسوّل صحن الحساء الذي لم يكن قد تناول أكثر من نصفه وخرج من الصالة مرتبكاً مهاناً.

راقب أنّيبالي المشهد باضطراب، حاول أن يصرخ على رفاقه للكفّ عن ذلك، لكنّ صوته تبدّد في وسط الصخب. عند ذلك، مندفعاً كما هو طبعه، أخذ من الطاولة سلّة الخبز الفائض وأضاف إليها الفاكهة وكلّ ما عثر عليه ولحق بالمتسوّل في الممر. وجده متّكئاً على الحائط، بعينين دامعتين، ذليلاً بسبب كلّ ما لحق به.

ـ تشجّع، قال له أنّيبالي مبتسماً، خذ هذا… واغفر للألم الذي سُبِّب لك.

تنهّد المسنّ مثل طفل واحتضن أنّيبالي.

ـ شكراً… قال له. شكراً!

الترجمة إلى اللغة العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل

سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا / الفصل الأوّل – لقاء

 

سيرة حياة
القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا

الفصل
الأوّل

لقاء

 

في أحد الأيّام، فيما كان ذاهباً إلى كنيسة الطاهرة (Chiesa dell’Immacolata) للمشاركة في ليتورجيّة الصباح، التقى
الشمّاس الإنجيلي أنّيبالي ماريّا دي فرانجا (
Annibale Maria Di Francia) بمتسوّل شاب أعمى، أو متظاهر
بأنّه أعمى.

ـ تصدّقوا على فقير أعمى! تضرّع المتسوّل شاعراً بوصوله.

فتّش أنّيبالي في جيوبه وأخرج منها قطعة عملة معدنية.

ـ ما اسمك؟ سأله.

ـ فرانجيسكو… فرانجيسكو دزانكوني(Francesco Zancone).

ـ خذ، يا فرانجيسكو، وصلّي من أجلي. قال أنّيبالي واضعاً
القطعة النقدية في كفّ يده.

ضحك المتسوّل: ـ ومن يعرف الصلوات؟

إندهش أنّيبالي: ـ ألم يعلّمك أحد أن تصلّي أبداً؟ سأل.

ـ لا… مَن تريد أن يعرف هذه الأشياء هناك في الأسفل.

ـ هناك في الأسفل، أين؟

ـ حيث أسكن أنا، في مينيوني (Mignuni)… في بيوت أفينيوني (Case Avignone).

ـ وأين توجد بيوت أفينيوني هذه؟

ـ باتّجاه دزاييرا… هل تعرف أين يقع وادي دزاييرا (Torrente Zaèra

ـ أعرف. إذا أردتَ سآتي للقائك وسأعلّمك أنا أن تصلّي.

هزّ فرانجيسكو دزانكوني كتفيه بلا مبالاة.

ـ لا بأس إفعله… تعالَ عندما تريد.

وذهب ململماً ملابسه البالية.

اللقاء مع المتسوّل كان الشرارة التي أشعلت في قلب
أنّيبالي حريقين مضطرمين بشدّة نقلهما فيما بعد إلى تلاميذه: الأوّل، إهتمام
إستثنائي بالشخص البشري من خلال رسالة حبّ سامية موجَّهة نحو المتروكين، نحو
الأكثر بؤساً بين البؤساء، نحو المتألّمين؛ الثاني كان الـ "روكاتي" (
Rogate)، الصلاة الموجَّهة للحصول من
الربّ على عدد متزايد من الدعوات المقدّسة.

 

* * *

 

ولد أنّيبالي في مسّينا (Messina) في 5 تمّوز 1851. هو الثالث من
بين أربعة أبناء للفارس فرانجيسكو (
Francesco
ماركيز القدّيسة كاترينة، قبطان فخري في البحرية، مُنَصَّب كنائب قنصل حبري من
قِبَل البابا بيّوس التاسع (
Pio
IX
). أمّه، أنّا توسكانو (Anna Toscano)، تنتمي هي أيضاً إلى أسرة نبيلة
من مدينة نابولي (
Napoli).

عندما كان لأنّيبالي الطفل خمسة عشر شهراً فقط، مات
والده وبدأت صعوبات مالية جدّية لأسرة دي فرانجا.

بعمر سبع سنوات قُبِلَ أنّيبالي في مدرسة القدّيس نيكولو
(
San Nicolò)
الداخلية التابعة للرهبان الجيسترجينسي (
Monaci Cistercensi): مدرسة داخلية خاصّة تقبل فقط
أبناء أفضل العوائل في مسّينا.

في أحد الأيّام، بينما كان أطفال المدرسة الداخلية في
صالة الطعام وهم ينهون غداءهم، أُدخِل متسوّل مسنّ وأُجلِس في إحدى زوايا الصالة
لتناول صحن من الحساء. حالما لمحه الأطفال بدأوا بالإستهزاء به، ثمّ انتقلوا من
الكلمات إلى الأفعال وأخذوا يقذفون المسكين بكريات من لبّ الخبز وبنوى التفّاح.

ترك المتسوّل صحن الحساء الذي لم يكن قد تناول أكثر من
نصفه وخرج من الصالة مرتبكاً مهاناً.

راقب أنّيبالي المشهد باضطراب، حاول أن يصرخ على رفاقه
للكفّ عن ذلك، لكنّ صوته تبدّد في وسط الصخب. عند ذلك، مندفعاً كما هو طبعه، أخذ
من الطاولة سلّة الخبز الفائض وأضاف إليها الفاكهة وكلّ ما عثر عليه ولحق
بالمتسوّل في الممر. وجده متّكئاً على الحائط، بعينين دامعتين، ذليلاً بسبب كلّ ما
لحق به.

ـ تشجّع، قال له أنّيبالي مبتسماً، خذ هذا… واغفر
للألم الذي سُبِّب لك.

تنهّد المسنّ مثل طفل واحتضن أنّيبالي.

ـ شكراً… قال له. شكراً!

 

الترجمة إلى اللغة
العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل

 

سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا / مقدّمة الكتاب

سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا

مقدّمة الكتاب

7 تشرين الأوّل 1990 هو واحد من تلك الأيّام التي تمرّ في صفحات التاريخ، لا فقط في تاريخ رجل الله المسمّى أنّيبالي ماريّا دي فرانجا (Annibale Maria Di Francia)؛ لا فقط في تاريخ العائلتين الرهبانيتين المؤسّستين من قِبَله، أي الروكاتسيونستي (Rogazionisti) وبنات الغيرة الإلهية (Figlie del Divino Zelo).

7 تشرين الأوّل 1990، يوم التطويب الإحتفالي للأب أنّيبالي من قِبَل الحبر الأعظم يوحنّا بولس الثاني في ساحة القدّيس بطرس، يهمّ كلّ المؤمنين. حياة الطوباوي الجديد، قداسته، رسالته، هي معروضة على كلّ الكنيسة لواقعيتها ولخصائصها المميّزة والفريدة تقريباً في عصرنا.

شخصيّة الأب أنّيبالي الأصيلة جدّاً تهمّك أنت أيضاً. لكن عند هذه النقطة أودّ أن أسألك: «هل تعرف الأب أنّيبالي؟».

أجهل إجابتك. على أيّة حال يسرّني أن أقدّم لك سيرة الحياة المختصرة هذه المُعَدّة من قِبَل كورّادو بلازيتّي (Corrado Blasetti): إنّها صفحات خفيفة ستساعدك على معرفة الطوباوي الجديد بشكل أفضل.

المؤلّف، بأسلوب أنيق وفي نفس الوقت سهل الفهم لكلّ صنف من القرّاء، يقدّم لنا الأب أنّيبالي في ملامحه الأساسية، ولكن الكافية لكي نظلّ منجذبين إليه وأن نتشجّع على اتّباع آثاره.

هذا الكتيّب يساعد القارئ على اقتفاء المراحل الكبيرة لحياة الأب أنّيبالي بمشاركة أكيدة، جاعلاً إيّاها ملموسة تقريباً وباعثاً تساؤلات شاغلة للبال.

بعد التطويب لا يمكن وضع الأب أنّيبالي في محراب، بعيد عن حياتنا وعن اهتماماتنا. إنّه ابن اليوم، ولكن أيضاً إبن الغد.

«القدّيسون لا يشيخون أبداً» (يوحنّا بولس الثاني). الأب أنّيبالي ما زال يتكلّم وسيستمرّ بالتكلّم حتّى يقبل أناس آخرون عرض تقديم حياتهم مثله لخدمة “الله والقريب”.

أمنيتي هي هذه: أن تستطيع السلطة العليا في الكنيسة أن تعلنه “قدّيساً” في أقرب وقت. هذا سيكون ممكناً بمساعدة كلّ محبّي وأصدقاء الأب أنّيبالي أيضاً. [هذه الأمنية تحقّقت بإعلان قداسة الأب أنّيبالي بتاريخ 16 أيار 2004].

الأب جيرو كوارانتا

P. Ciro Quaranta

الترجمة إلى اللغة العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل

سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا / مقدّمة الكتاب

 

سيرة حياة القدّيس الأب أنّيبالي ماريّا دي فرانجا

مقدّمة الكتاب

 

7 تشرين الأوّل 1990 هو واحد من تلك الأيّام التي تمرّ في صفحات التاريخ، لا فقط في تاريخ رجل الله المسمّى أنّيبالي ماريّا دي فرانجا (Annibale Maria Di Francia)؛ لا فقط في تاريخ العائلتين الرهبانيتين المؤسّستين من قِبَله، أي الروكاتسيونستي (Rogazionisti) وبنات الغيرة الإلهية (Figlie del Divino Zelo).

7 تشرين الأوّل 1990، يوم التطويب الإحتفالي للأب أنّيبالي من قِبَل الحبر الأعظم يوحنّا بولس الثاني في ساحة القدّيس بطرس، يهمّ كلّ المؤمنين. حياة الطوباوي الجديد، قداسته، رسالته، هي معروضة على كلّ الكنيسة لواقعيتها ولخصائصها المميّزة والفريدة تقريباً في عصرنا.

شخصيّة الأب أنّيبالي الأصيلة جدّاً تهمّك أنت أيضاً. لكن عند هذه النقطة أودّ أن أسألك: «هل تعرف الأب أنّيبالي؟».

أجهل إجابتك. على أيّة حال يسرّني أن أقدّم لك سيرة الحياة المختصرة هذه المُعَدّة من قِبَل كورّادو بلازيتّي (Corrado Blasetti): إنّها صفحات خفيفة ستساعدك على معرفة الطوباوي الجديد بشكل أفضل.

المؤلّف، بأسلوب أنيق وفي نفس الوقت سهل الفهم لكلّ صنف من القرّاء، يقدّم لنا الأب أنّيبالي في ملامحه الأساسية، ولكن الكافية لكي نظلّ منجذبين إليه وأن نتشجّع على اتّباع آثاره.

هذا الكتيّب يساعد القارئ على اقتفاء المراحل الكبيرة لحياة الأب أنّيبالي بمشاركة أكيدة، جاعلاً إيّاها ملموسة تقريباً وباعثاً تساؤلات شاغلة للبال.

بعد التطويب لا يمكن وضع الأب أنّيبالي في محراب، بعيد عن حياتنا وعن اهتماماتنا. إنّه ابن اليوم، ولكن أيضاً إبن الغد.

«القدّيسون لا يشيخون أبداً» (يوحنّا بولس الثاني). الأب أنّيبالي ما زال يتكلّم وسيستمرّ بالتكلّم حتّى يقبل أناس آخرون عرض تقديم حياتهم مثله لخدمة "الله والقريب".

أمنيتي هي هذه: أن تستطيع السلطة العليا في الكنيسة أن تعلنه "قدّيساً" في أقرب وقت. هذا سيكون ممكناً بمساعدة كلّ محبّي وأصدقاء الأب أنّيبالي أيضاً. [هذه الأمنية تحقّقت بإعلان قداسة الأب أنّيبالي بتاريخ 16 أيار 2004].

 

الأب جيرو كوارانتا

P. Ciro Quaranta

 

الترجمة إلى اللغة العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل

 

صلاة من أجل الدعوات

 

 

صلاة من أجل الدعوات

 

 

نصلّي إليك، يا ربّ،

لكيما تواصل إسناد

وإثراء كنيستك

بهبة الدعوات.

 

نصلّي إليك لكيما

يصغي الكثيرون إلى صوتك

ويُبهِجوا كنيستك

من خلال سخاء وأمانة

تجاوبهم.

 

نصلّي إليك، يا ربّ،

من أجل أساقفتك،

من أجل الكهنة، الشمامسة الإنجيليين

وجميع العلمانيين

الذين يؤدّون خدمة

في الجماعة المسيحية.

 

نصلّي إليك، يا ربّ،

من أجل الذين يفتحون

قلبهم لندائك:

لتنِرهم كلمتك،

ليجذبهم مثالك،

لتقدهم نعمتك.

 

أصغِ، يا ربّ،

إلى صلاتنا هذه،

وبشفاعة مريم،

أمّ الكنيسة،

أمّك وأمّنا،

أستجب لها بمحبّتك. آمين.

 

 

مصدر النصّ الإيطالي: موقع (http://www.vocazioni.net) التابع لرهبنة الروكاتسيونستي لقلب يسوع

الترجمة إلى اللغة العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل

 

 

المسيح سلامنا

 

 

المسيح سلامنا

 

 

النصّ الإيطالي: المونسنيور ماركو فريزينا

الترجمة إلى العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل

 

 

السلام ليس ببساطة غياب الحرب، ليس "المعيشة الهادئة" التي نجد فيها موضعنا المطمئنّ، بدون مشاكل. السلام الحقيقي هو هبة من الله ممنوحة لنا بواسطة المسيح، ذلك الذي هو مصالحة ووحدة (أفسس 2: 14 وما يليها)، الذي حقّق هبة السلام المسيحاني بدمه وصانعاً في جسده "إنساناً واحداً جديداً". السلام إذن هو الوحدة المستعادة، المصالحة المسترجعة مع الله ومع الإخوة، البهجة التي تنشأ من كلّ هذا والتي تملأ قلوب المؤمنين. في بناء الكنيسة، المسيح هو حجر الزاوية الذي يرتبط به ويستند عليه كلّ البناء، إنّه الأساس الذي يعطي "سلاماً" للكنيسة جمعاء. سلام المسيح يختلف عن سلام العالم لأنّه لا يتمّ فرضه بفتوى أو بغطرسة، بل بالمحبّة. كما أنّه يجلب نظام المحبّة الجديد بدءً بقلب الإنسان وثم يتوسّع إلى كلّ الأفعال البشرية محيّاً إيّاها بنور الروح المبهج الذي يجلب وينمي السلام.

 

حياتنا في حاجة إلى سلام، العالم يحتاج إلى هذه الهبة السامية ويبحث عنها، أحياناً مخطئاً الإتّجاه والوسائل، لكنّ السلام هو ما يرغب به ويتوق إليه كلّ البشر حتّى عندما يشنّون الحرب. لا يمكن للإنسان أن لا يشتاق إلى الفرح الناشئ عن التوازن والنظام اللذين يعد بهما السلام، يتمتّع بوئام الطبيعة الساحر، بجمال الأشياء الذي يوحي إلى قلب الإنسان أن يؤدّي الحمد العميق الواجب لله. نشيد السلام والحبّ هو ترنيمة المفديين، المسيح هو ملك الكون لأنّه "ملك السلام" (أشعيا 9)، لأنّ فيه كلّ شيء يأخذ معناه وغايته، كلّ شيء يتآلف ويتلاقى، الجميع يجدون مجالهم ووقتهم المناسب. لهذا هو "مصالحة" (أفسس 2: 16) من خلال جسده المعطى لنا على الصليب، من خلال تلك الذبيحة السامية التي يتلاقى فيها الإنسان القديم والإنسان الجديد، ليموت الأوّل ويولد الثاني ولادة جديدة، كلاهما من أجل العثور على الحبّ الذي يخلّص في علامة المسيح الفدائية الفريدة.

 

الكنيسة هي مبشّرة سلام لأنّها تحتفل بسرّ المصالحة والحبّ، لأنّها من خلال الأسرار تعلن للعالم عن إمكانية الوحدة والإلتقاء بواسطة حبّ المسيح الخلاصي، لأنّها بمنحها روح الربّ تجعل عمل المسيح الفدائي فعّالاً وحيّاً ويصبح بإمكان كلّ إنسان أن يجد أخيراً السلام الحقيقي.

 

لنطلب من الربّ هذه الهبة العظيمة، لنبتهل إليه بثقة، لنطلب أن يتصدّق علينا بهذه النعمة: "إمنحنا السلام". في الظرف التاريخي المعاصر الذي نرى فيه الإنسان يتسلّح ضدّ أخيه، نجد قلب الإنسان ينضمر إلى حدّ الموت تحت نير العداوة الخبيث، نير التكبّر، نير الكراهية، تصبح صلاتنا من أجل نيل السلام ملحّة وضرورية. لكنّ هذه الصلاة لا يمكن أن تنفصل عن أعمال السلام وخاصّة عن التبشير بذلك الذي هو مانح السلام: المسيح الفادي.

 

"سلاماً أترك لكم، وسلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا" (يوحنّا 14: 27)، هذه العبارات تبيّن لنا بوضوح الإتّجاه والأسلوب. ينبغي إعلان المسيح، جلب نعمته، طلب عونه وحضوره، العمل على جعله محبوباً لكي يعرف العالم "أمير السلام"، وأن يتوجّه إليه لنيل هذا السلام.

 

لنقبل إذن دعوة البابا يوحنّا بولس الثاني الذي كرّر النداء الكبير للطوباوي البابا يوحنّا الثالث والعشرين في بداية سنوات الستّينات: "إمنحنا السلام". السلام بين البشر يولد دائماً من السلام مع الله والذي يتحقّق بدءً من قلوبهم للإنفتاح بعد ذلك إلى الأُسَر، إلى الأمم، إلى الشعوب، إلى العالم. لنصرخ نحن أيضاً بقوّة إلى الربّ لكي يصغي إلينا: "إمنحنا السلام على الأرض".

 

 

مواقع ومنتديات مسيحية أشارك بالنشر فيها

 

مواقع ومنتديات مسيحية أشارك بالنشر فيها:

1- منتديات برطلة: http://www.bartella.com

 

2- منتديات عنكاوة: http://www.ankawa.com

     – منتدى الصور الدينية: http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,111.0.html

 

3- منتديات بغديدا: http://baghdeda.the-up.com

     – منتدى الروحانيات: http://baghdeda.the-up.com/montada-f11

 

4- منتديات مستر عراق: http://mriraq.com

     – ألبوم الصور الدينية: http://www.mriraq.com/vb/forumdisplay.php?f=87

 

5- منتديات خورنة ألقوش: http://www.khoranat-alqosh.com

     – منتدى الصور الدينية: http://www.khoranat-alqosh.com/vb/forumdisplay.php?f=90

 

6- منتديات كرملش يمي: http://karemlash-ymi.com

     – قسم الصور الدينية: http://karemlash-ymi.com/forum/forumdisplay.php?f=51


7- منتديات زيدل: http://www.zaidal.com

     – المنتدى الروحي: http://www.zaidal.com/229/forumdisplay.php?f=23


8- موقع كرملش لك: http://www.karemlash4u.com

     – منتدى الثقافة المسيحية: http://www.karemlash4u.com/vb/forumdisplay.php?f=39

 

9- منتديات بخديدا لك: http://www.bakhdida.eb2a.com/vb

     – منتدى الدين المسيحي: http://www.bakhdida.eb2a.com/vb/forumdisplay.php?f=58


10- منتديات عشيرة الإسحاقي: http://al-ishaki.ahlamontada.net

     – منتدى الإيمان: http://al-ishaki.ahlamontada.net/montada-f25


11- موقع البيت الآرامي العراقي: http://hannani42.yoo7.com

     – منتدى الدين والروحانيات: http://hannani42.yoo7.com/montada-f17


12: موقع جمعية برطلة في اسكلستونا: http://bartella-etuna.com



ملاحظة: سأقوم بإضافة أسماء وروابط منتديات مسيحية أخرى حال مباشرتي بالنشر فيها بإذن الله.


Hello world!

Welcome to WordPress.com. This is your first post. Edit or delete it and start blogging!

صلاة من أجل الدعوات

 

صلاة من أجل الدعوات

 

يا قلب يسوع العطوف، لتَصِلْ إلى أمامك التنهّدات والتأوّهات التي نرفعها لك.

رحمة كبيرة وعظيمة جئنا نطلب منك، لمنفعة كنيستك ولخلاص النفوس: إستحقّ أن ترسل كهنة قدّيسين في وسط الشعوب. يا يسوع الكثير الرحمة، أنت مررت متحنّناً في مدن اليهودية، ومشاهداً تلك الجموع المشتّتة مثل غنم لا راعي لها، قلت: الحصاد كثير، ولكنّ العمّال قليلون. فاطلبوا من ربّ الحصاد أن يرسل عمّالاً إلى حصاده.

أنت هو ربّ الحصاد، أنت هو البستاني السرّي الذي زرع كرمة النفوس، وسقاها بدمه الثمين. أنت كوّنت كنيستك كحقل مزهر، كبستان مسيّج، الذي فيه يلذّ لك جمع أزهار الفضائل المقدّسة وثمار الأعمال الصالحة؛ وهذه الثمار هي حلوة في فمك. أنت جائع وعطشان إلى النفوس، يا يسوع الحلو للغاية، وقلبك المحبّ يفنى في الحبّ. لقد أصبح ضئيلاً عدد فلاحي كرمك! لقد قلّ عدد العمّال الصالحين في كنيستك! نور العالم أخذ ينكسف، ولهذا تبقى الشعوب في ظلمات الجهل والخطيئة، لهذا تهلك النفوس الفقيرة، لهذا يلتهم الشيطان الفريسة، لهذا يطلب الأولاد الصغار خبز الحياة، ولا يوجد من يكسره لهم.

أيّها الربّ الإله، تحرّك رأفةً بحالة بهذا البؤس التي آلت إليها مدن كثيرة، وبشكل خاصّ كثير من قرى الأرياف، بسبب نقص العمّال الإنجيليين الصالحين.

يا ربّ الحصاد، أرسل عمالاً قدّيسين إلى حصادك!

يا راعي النفوس الصالح، أرسل وكلاءك لإنقاذ القطيع السرّي، من مكائد الذئب الجهنّمي! نحن نتضرّع إليك بحرارة بكلمات النبيّ دانيّال: "أنظر بعين الرضى إلى مقدسك الخرب، وذلك لأجلك أيّها السيّد".

إنّه صحيح، أيّها الربّ يسوع، أنّنا لا نستحقّ أن يستجاب دعاؤنا، وأنّك لست بحاجة إلينا نحن المخلوقات، لكي تكون ممجّداً ومغتبطاً بشكل غير محدود؛ ولكنّه أيضاً صحيح أنّ قلبك المحبّ يتأوّه ويحزن لضياع النفوس، ويفرح ويبتهج عندما تبنى النفوس وتقدّس وتقاد إلى الحياة الأبدية، بواسطة العمّال الصالحين. إفعله إذن لأجلك، أي لأجل تعزية قلبك المحبّ للغاية: أرسل عمّالاً قدّيسين إلى حصادك. نطلبهم منك متوسّلين بتلك التأوّهات المتوقّدة، التي بها تلهّف الأنبياء والآباء إلى مجيئك على الأرض. "لتمطر الغيوم عدلاً"، كانوا يقولون، "لتنفتح الأرض فينبت الخلاص وينمو الحقّ"؛ ونحن نصرخ، بتأوّهات أكثر اتّقاداً: "لينفتح يا يسوع، قلبك الإلهي، وليأت منه إلى كنيستك العمّال الصالحين والقدّيسين!". نعم، إستخرجهم من عمق قلبك الأقدس، أنت القادر على كلّ شيء حتّى على أن تجعل من الحجارة أبناء لإبراهيم. إستخرجهم من أتّون الحبّ المتوقّد هذا؛ أَغنِ كنيستك من هذا الكنز الكبير والفائق الإعتبار، كنز العمّال الصالحين.

أيّها الربّ يسوع، إستحقّ أن ترسل نسمة الدعوة المقدّسة القديرة في قلب شباب كثيرين، الذين لهم روح متهيّئة لتأثير نعمتك. أنت الذي دعوت متّى من بيت الجباية، بطرس، أندراوس، يعقوب ويوحنّا من شباك الصيد. أيّها الربّ يسوع، المدبّر والمحبّ بلا حدود، إستحقّ أن تمنح الوسائل الملائمة للنجاح لكلّ الذين يطيب لك أن تدعوهم، لكيما يستجيبوا للدعوة المقدّسة، ويصبحوا ملحاً حقيقياً للأرض ونوراً للعالم. كهنة لكلّ الكنيسة نسألك، لكلّ المدن، لكلّ بلدات الأرياف، لكلّ بلدان غير المؤمنين، ونسألك أن يكونوا حسب قلبك.

أنت قلت: "سأقيم لي كاهناً أميناً يعمل حسب ما في قلبي ونفسي"؛ ونحن نتضرّع إليك: "أقم لك كهنة أمينين يعملون حسب قلبك! كوّنهم مملوئين من روحك القدّوس ومن معرفة الأسرار الإلهية، منفصلين عن جميع أشياء الأرض، مخالفين لكلّ مصلحة دنيوية، متثقّفين في علم القدّيسين وفي الكمال المسيحي، خبراء في التعليم الكنسي، وأن يكونوا مأكولين من الغيرة الخالصة لمجدك ولخلاص النفوس. أخلق لك، أيّها الربّ القدير، جيلاً من اللاويين القدّيسين، جيشاً مختاراً من الخدّام، اللائقين بهيكلك".

آه! إذا كانت هذه النعمة التي نطلبها منك كبيرة جدّاً، وإذا كانت خطايا الأمم عظيمة، تذكّر يا يسوع الكثير الرأفة، أنّ رحمتك أكبر من شرّنا.

إجعل أن تفيض نعمتك حيثما كثرت الخطيئة. أيّها الربّ الأعلى للحقل السرّي، إستجب لدعائنا: أرسل عمّالاً قدّيسين إلى حصادك. إفعله من أجل حبّ القدّيسة مريم، أمّك وأمّ الكنيسة. تذكّر أنّ تحسّراتها قد أصابت قلبك، عندما صلّت بتاوّهاتها من أجل الجنس البشري وعجّلت مجيئك على الأرض.

تأوّهات مريم، إذن، نقدّم لك، صلواتها، دموعها، تضرّعاتها الحارّة واستحقاقاتها، التي هي استحقاقاتك. من أجل حبّ مريم القدّيسة، من أجل حبّك، من أجل تعزية قلبك المحبّ، أصغ إلينا، إستجب لنا، عجّل. لا تتأخّر، يا ربّ، لا تتأخّر، أنظر بعين الرضى إلى مقدسك الخرب، وذلك لأجلك أيّها السيّد، آمين، آمين. ليكن كذلك.

أبانا الذي…، السلام عليك…، المجد…

 

من إصدارات: رهبنة الروكاتسيونستي لقلب يسوع

الترجمة عن اللغة الإيطالية: الراهب باسم اسحق الوكيل

 


صورتي الشخصية

الأرشيف

ماي 2024
د ن ث ع خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031  

التصنيفات

Enter your email address to subscribe to this blog and receive notifications of new posts by email.

انضم مع مشترك 1